ألقت الحرس المدني الإسباني بمدينة ألميرية القبض على خمسة أشخاص وفكّكت شبكة إجرامية كانت تهرّب الحشيش من المغرب نحو بلجيكا، مستخدمة حافلات ركاب معدّلة بتقنيات خاصة لإخفاء المخدرات داخل تجاويف سرية في نظام التبريد. وقدرت قيمة الممتلكات المصادرة خلال العملية بـ2.8 مليون يورو.
وأفادت قيادة الحرس المدني بألميرية أن عملية "Anisakis" أسفرت عن حجز نحو 140 كيلوغراما من الحشيش، وأكثر من 130 ألف يورو نقدا، إضافة إلى 15 مركبة، من بينها حافلتان وعدة سيارات فاخرة، وذلك بعد تنفيذ ثمانية مداهمات في كل من مدينة ألميرية وروكيتاس دي مار وفيكار ومدينة مليلية.
وبدأت التحقيقات بإشراف قاضي التحقيق رقم 4 في ألميرية مطلع العام الجاري، اعتماداً على تعاون مباشر مع الشرطة والجمارك المغربية، ما سمح بالكشف عن شبكة ذات امتداد دولي وهيكل تنظيمي هرمي، تتخذ من ألميرية قاعدة لوجستية لأنشطتها.
وكان زعيم الشبكة يقيم في شمال شرق فرنسا قرب الحدود البلجيكية، حيث تُستقبل الشحنات قبل توزيعها داخل السوق الأوروبية غير القانونية، فيما كانت الخلية اللوجستية تعمل من ألميرية عبر شركة حافلات أُنشئت خصيصاً لأغراض التهريب، وتشرف على تجهيز "الكاليتا" أو الحجرات السرية لإخفاء المخدرات.
واكتشف المحققون أن أفراد الشبكة يقومون برحلات أسبوعية رابطةً المغرب بعدة دول في الاتحاد الأوروبي، ناقلين ركاباً بشكل اعتيادي، في حين يُستغل نظام التبريد في الحافلات لإخفاء المخدرات داخل تجاويف يصعب رصدها في عمليات التفتيش التقليدية.
إلى جانب الاعتقالات وحجز المخدرات، قامت السلطات بضرب البنية المالية للشبكة المتورطة في عمليات تبييض الأموال عبر شراء أصول متعددة؛ إذ تم الحجز التحفظي على 19 حساباً بنكياً و28 عقاراً و50 مركبة.
وجرى تنفيذ العملية بواسطة وحدة الشرطة القضائية بألميرية، بدعم من الوحدة نفسها في مليلية، إضافة إلى فرق الكلاب البوليسية وفرق حماية البيئة "سيبرونا" ووحدات التدخل الأمني.
